30‏/07‏/2010

حوادث السيارات تستهدف قصار القامة

"قصار القامة" الأكثر تضرراً في حوادث السير ... والتجميل هو الحل!

"كشف تقرير أصدره نادي السيارات في أوروبا مؤخراً عن أن السائقين قصار القامة يواجهون خطراً أكبر في الحوادث المرورية، وتزيد عدد الإصابات الخطيرة بنسبة تقرب من 50% بين النساء مقارنة بالذكور"
ونقل عن رئيس مركز أبحاث الحوادث لشركات التأمين الألمانية قوله: "توصلنا إلى هذه النتيجة بمحض الصدفة أثناء تحليل إحصاءات للأشخاص الذين أصيبوا بجروح خطيرة في حوادث"
أليس مستغرباً أنه بعد مرور أكثر من 100 عاماً على بدء صناعة السيارات ورغم كل الأبحاث والدراسات، ومستوى التطور الذي شهدته، أن يتم التوصل وبمحض الصدفة إلى نتيجة يفترض أنها بديهية أو هكذا كنت أعتقد، وهي أن السيارات بتصميمها الحالي ليست صديقة أو مناسبة لقصار القامة الذين يضطروا إلى تقريب الكرسي للوصول إلى دواسة البنزين إلى درجة تشكل خطورة بالغة على حياتهم عند التعرض لأي حادث مهما كان بسيطاً، وبديهي أن تكون النساء معرضات للخطر بنسبة أعلى مقارنة مع الرجال.
ولكن السؤال هو لماذا تأخر هذا الاكتشاف المذهل كل هذه السنين؟ هل السبب مرتبط عموماً بمعدل الطول في أوروبا وأمريكا الذي يبدو أنه لم يمثل مشكلة إلى أن تراكمت الحالات على مدى سنين طويلة ليتوصل مركز أبحاث الحوادث -وليس إحدى الشركات الكبرى المصنعة للسيارات- إلى تلك النتيجة.


وإذا كان الافتراض السابق منطقياً فماذا عن مصممي السيارات في اليابان والصين، التي يختلف معدل الطول لدى سكانها عن أوروبا وأمريكا؟ ألم تتوصل هي الأخرى بالدراسة أو حتى بمحض الصدفة إلى نفس النتيجة، وبالتالي تعمل على تعديل تصميم السيارات التي تنتجها بما يتلاءم مع حاجات سكانها، وذلك بتقريب دواسة البنزين مثلاً مسافة 5 سم عن وضعها الحالي؟
أم أن الشركات المصنعة للسيارات كانت تنتظر حتى تصبح عمليات تطويل الأطراف من العمليات البسيطة فتقوم بافتتاح مراكز لتطويل الأطراف وبذلك تنضم إلى سوق عمليات التجميل الرائجة؟
إلى قصار القامة وطبعاً النساء في الطليعة، ابشروا/ن ... التجميل هو الحل!


جاري الكلب Bingo


جاري ...؟؟ الكلب "Bingo"





دراسة نشرتها صحيفة "ديلي إكسبريس" تقول أن سكان العاصمة لندن يستطيعون تعريف 6 فقط من جيرانهم بالاسم الأول، فيما يستطيع سكان المناطق الريفية تسمية 14 جار على الأقل.

كم جار أستطيع أن أسمي؟؟ سؤال تبادر إلى ذهني بعد قراءة هذا الخبر، في البداية انتبهت إلى أنني وبعد عشر سنوات، لا أعرف عدد الشقق في الطابق الذي أسكنه، ولكي أجيب على هذا السؤال قمت بجولة رياضية حول الطابق لأجدها 17 شقة.
الآن أصبح بإمكاني الإجابة: لدي جارة واحدة أعرف اسمها وألمحها مرة في السنة، ولكنني أعرف اسم الكلب المدلل "Bingo" وتفاصيل حياته وموعد نزهته اليومية، وأعتقد أن كل سكان البناية يعرفونه.
عبرت سريعاً في ذهني، ذكرى زمن مضى عندما كنت أعرف أسماء جميع سكان الحارة وتفاصيل حياتهم وأسماء أقربائهم وزوارهم، ولم أكن أسكن في الريف ولست من سكان باب الحارة!!
هل هي إحدى فوازير رمضان؟ ربما، ولكن بلا جوائز بسبب الأزمة الاقتصادية!!

28‏/07‏/2010




كلمة.. كلمات

في البدء كانت الكلمة، والكلمة أنثى ولذا استولدت من ذاتها كلمات، والكلمات تخلت عن نرجسيتها وتجمعت كما حبات المطر لتشكل قصة تروي بها نفس عطشى.

في البدء كانت الكلمة والكلمة أنثى، وكذلك المحبة والمودة والرحمة والابتسامة والسعادة والصحة والراحة والمتعة والحياة وحتى الجنة.
يمكن أن تكون القصة قوية، جذابة، صادقة، مؤثرة، متماسكة، مفرحة، أو مملة، ضعيفة، كاذبة، محزنة، مهلهلة، واقعية خيالية رمزية منطقية تقليدية حديثة، مهما كانت صفتها فإنها تبقى قصة.

والقصة لاتكون إلا بوجود طرفين الأول يرويها، يحكيها، يكتبها والآخر يتلقاها، يسمعها، يقرؤها. ويمكن للطرفين أن يتبادلا المواقع أو يتصارعان أو يتبادلان الاتهامات، ولكنهما لن يفترقان فالعلاقة بينهما أبدية وستبقى ما بقي الاثنان.
وتروي ماجدة الرومي أن كلمات نزار قباني ليست كالكلمات، فهل نسمع؟


نيران صديقة

أحب القهوة جداً، أبدأ يومي بشرب فنجان واحد فقط وعلى مهل، وفقط تعني أنني لست ممن يشربون ركوة كاملة.
أحب القهوة مرة وبدون سكر، وأكرهها عندما يضاف إليها الهال لأنه يفقدها طعمها المميز وخاصة إذا كانت من النوع الجيد وطازجة.
وعندما أسافر أحمل معي قهوتي الخاصة، ولا أشرب القهوة أبداً في مقهى أو مطعم و أستعيض عنها غالباً بالإسبريسو، وأحياناً نادرة بالشاي أو العصير. وبما أن أصدقائي ومعارفي اعتادوا شرب القهوة مع الهال وربما المسكة (!!!!) والبعض يدعمها بمزيد من الاثنين كدليل على الكرم، أصبحت أحمل قهوتي معي عندما أذهب لزيارتهم، وطبعاً هذا وضعني في مرمى نيران تعليقاتهم وانقسامهم إلى فريقين بين مؤيد ومعارض، وأخص بالذكر صديقي (ع) الذي ينتقد مزاجي هذا، ويعتبره دلالة على التشدد وفقدان المرونة...!


كنت أعتقد أن أسلوبي في شرب القهوة أمر يخصني وحدي، ولا يحتمل التأويلات ولا التحليل النفسي، ولا يهدف أبداً إلى الخروج عن الجماعة، ولم أكن أتصور أنني سأضطر إلى تبرير مزاجي من خلال البحث عن أسلحة أدافع بها عن نفسي وعن حقي في الاختلاف في شرب القهوة.

أثناء بحثي وقعت على نص رائع للشاعر محمود درويش من كتابه "ذاكرة للنسيان" يدعم مزاجي وخصوصيتي في شرب القهوة إذ يقول".... لا قهوة تشبه قهوة أخرى، ليس ‏هناك مذاق اسمه مذاق القهوة، فالقهوة ليست مفهوماً، وليست مادة واحدة، وليست مطلقاً. لكل شخص قهوته‏ الخاصة الخاصة....."
وبعد قراءتي لهذا النص أصبح أحد أسلحتي التي أدافع بها عن مزاجي، وزادني تمسكاً برائحة وطعم القهوة الصافية التي أحب، شكراً محمود درويش.

25‏/07‏/2010

الجزيرة توك ترفع الظلم عن "أدولف هتلر المفترى عليه"!



عدد كبير من الإيميلات التي تصلني تذهب إلى سلة المهلات فوراً رغم أنها تحلفني وتستحلفني أن أعيد إرسالها لكي تعم الفائدة وأنال الثواب،ومعظم هذه الإيميلات لها علاقة بشكل أو بآخر بالدين.
كما أن معظمها تحمل الكراهية والعنصرية والطائفية، والكثير من هذه الإيميلات تحمل معلومات لايمكن التأكد من صحتها وحتى في حال وجود طريقة للتحقق منها، فمن يهتم بالقيام بذلك؟ يكفي لمن يريد أن ينال الثواب أن يضغط على إعادة إرسال وبالتالي تتحقق رغبته.
مؤخراً وصلني إيميل يحمل مجموعة من الرسومات الجميلة -وهو طبعاً لاعلاقة له بالدين- ومعه سؤال: هل لك أن تتوقع من صاحب هذه الرسومات، لم أتعب تفكيري ونزلت إلى نهاية الصفحة لأقرأ بأنها لهتلر! فوجئت إذ لم يكن لدي معلومات عن أن هتلر كان رساماً قبل أن يقود حرباً أبادت ملايين البشر!
بعدها بعدة أيام وصلني إيميل آخرعن هتلر ولكن هذه المرة صدمت لفحوى الرسالة الطويلة و"الموثقة" بالصورعن علاقة هتلر بالإسلام، وصور له مع الشيخ أمين الحسيني في فلسطين، وعن مدى إعجابه بالحضارة الإسلامية، وعن اختياره لآية "اقتربت الساعة وانشق القمر"ليبدأ بها خطابه وهو متوجه إلى موسكو، وغير ذلك من كلام يدور عن ظلم التاريخ له، وعن ضرورة رد الاعتبار له وخاصة من قبل المسلمين، وبأنه لو انتصر لما كنا نعاني اليوم ولما وجدت القضية الفلسطينية من الأساس.
استغربت من هذا الموضوع وتساءلت عن الجهة التي تسعى إلى الربط بين المسلمين وهتلر وتحالفهم معه وخاصة في فلسطين، فأجريت بحثاً عن طريق غوغل عن علاقة هتلر بالإسلام لكي أعرف مصدر هذه الرسالة، فوجدت نفس المعلومات ونفس المقال تقريباً يتكرر في مجموعة من المواقع والمنتديات العربية.
كل هذا طبيعي، إذ أن مواقع الإنترنت تعج بآراء وأفكار مختلفة ومتناقضة ومتطرفة وكل فكرة مهما كانت سخيفة صحيحة أو غير صحيحة تجد لها مناصرين غير معروفة هويتهم، ولكنني صدمت عندما قادتني الروابط إلى موقع الجزيرة توك حيث قرأت مقالاً لأحد كتابها عبد الباقي صلاي بعنوان "أدولف هتلر المفترى عليه" -ونفس المقال على موقع جريدة الشرق القطرية- للوهلة الأولى ظننت أن الكاتب سيتناول موضوع الرسالة التي تلقيتها ويبين سخفها، ولكني كلما قرأت سطراً تبين لي العكس فهو يمجد رأي هتلر باليهود وضرورة إبادتهم ويربط بينه وبين فلسطين، إذ يقول:
" لقد كان موقف "أدولف هتلر" من اليهود الذين انتقم منهم بدافع ديني وصمم على تدمير المخططين لإقامة دولة في فلسطين والمحرقة اليهودية معروفة حيث قرر "هتلر" إبادة اليهود لأنهم خطر سيهدد العالم لا محالة"
هكذا إذاً فلنفرح ونهلل طالما أن هتلركان معجباً بالإسلام حسب كاتب المقال، إذ يقول:
"وهذا تدليل على أن الرجل كان يؤمن بأن الإسلام هو دين الحق، وهو دين التوحيد ودين القوة ودين العدل. وإيمانه بذلك جعله يعطي المقاتلين الألمان من المسلمين الحق بالصلاة ..."
ويدعو السيد كاتب المقال جميع المسلمين أن يعيدوا الاعتبار لهتلر ويرفعوا أياديهم بالتحية النازية، فيما على أشباه الرجال الذين تجرؤوا وانتقدوه أن يتبولوا في سراويلهم (والواضح أن الكاتب من الرجال الشجعان):
"في واقع الأمر والحال الزعيم الألماني "أدولف هتلر" شأنه شأن أي رجل مكافح، ظلمه التاريخ وافترى عليه الجناة... وإني مقتنع لو أن "أدولف هتلر" انتصر في الحرب الكونية الثانية لكان هناك أمر آخر، ولما تجرأ أشباه الرجال على الطعن فيه.....، بل قناعتي في الرجل تزداد بأن الطاعنين فيه سيتبولون في سراويلهم لو ينظر إليهم فقط، فضلا عن أن يكلمهم فلربما يموتون خوفا".
مجموعة من الأسئلة لاتزال تدور في رأسي بحثاً عن إجابة منطقية:
هل هي البداية لرفع الظلم عن مجرمي الحرب "المفترى عليهم"؟
ماهي الرسالة التي ترغب الجزيرة توك صاحبة شعار "إعلام ينبض شباباً" في إيصالها لشبابنا وشباب العالم الذين هم "جمهورها"؟
هل تريد إرساء معيار جديد لتقييم الأشخاص وذلك انطلاقاً من إعجابهم بالإسلام؟ بذلك يكون الأقربون أولى بالمعروف، وعلى الجزيرة رفع الظلم عن ابن لادن والزرقاوي أولاً قبل رفعه عن هتلر!!
ثم ما هو دور الجزيرة توك في نشر نظرية ليبرمان في الربط بين الفلسطينيين وهتلر لتمرير مخططه في بناء المستوطنات وتهويد القدس؟ حسب التقرير الذي بثته قناة روسيا اليوم.
هل تحاول الجزيرة أن تزاود على الإعلام العالمي بأن حرية التعبير لديها لاحدود لها، إذ يجرؤ كتابها على تناول موضوع يعتبر محرماً في دول العالم المتقدمة؟
فعلاً هكذا مقال على موقع يتبع أشهر قناة إخبارية في المنطقة العربية لغز يصعب إدراك الهدف منه أو قبوله!!

12‏/07‏/2010



هل لديك من يكاتبك ...


في رواية ماركيز القصيرة (لا أحد يكاتب الكولونيل) كان الكولونيل يقصد دائرة البريد أسبوعياً يسأل عن الرسالة التي لايزال ينتظر وصولها منذ خمسة عشر عاماً، والتي من المفترض أن تحمل خبراً عن بدء إرسال المعاش التقاعدي إليه. ربما كان الكولونيل يعلم علم اليقين أن الرسالة لن تصل، لكنه يريد التمسك بالأمل وعدم الاستسلام لليأس، وبحجة تلك الرسالة يخرج من البيت أسبوعاً بعد أسبوع لأنه إن استسلم لليأس، واعترف لنفسه بأن الرسالة لن تصل وكذلك المعاش، سيفقد ربما أي مبرر لاستمرارية حياته الصعبة والقاسية.


سؤال يتبادر إلى ذهني لو كان لدى الكولونيل بلاك بيري هل سيكون العنوان البديل: لدى الكولونيل من يراسله إلكترونياً؟ (ماهي الكلمة العربية التي يمكن اشتقاقها من إيميل؟ هل هي يؤامله أم يؤمله؟) وكيف سيكون منحى القصة عندئذ؟ هل كان سيشعر بالسعادة والأمل كلما سمع صوت (بيب) يعلن: لديك إيميل، حتى وإن كانت جميع الرسائل الواردة لامعنى لها؟


تصل الإيميلات لأصحاب البلاك بيري بلا انقطاع، في كل مكان تسمع بيب.. بيب في البيت في السرير في الحمام في السينما في السهرة أو في المطعم مع الأصدقاء، ولهذا فإن جميع الحواس (باستثناء الشم والتذوق، حتى الآن على الأقل!) معلقة على هذا البيب .
وعلى الرغم أن جميع الإيميلات الواردة للأشخاص الذين حالهم مثل حال الكولونيل (Junk) يبدو أن صوت وصولها يترك باب الأمل مفتوحاً بإيميل يبشر بثروة غير متوقعة من عم أو خال أو جد مفقود في نيجيريا أو في البرازيل. ولايأس مع بيب أو تيت إو إيء أو زيء.


أشعر أحياناً أن أمامي خياران إما أن أكتفي بسماع جميع هذه النغمات من حولي واللهم بلا حسد، أو أنضم لحزب BB وما حدا أحسن من حدا.


09‏/07‏/2010


الشمس.. الشمس





أن أشعر بالبرد الشديد فيما درجة الحرارة 45 والإحساس الفعلي حسب موقع Accuweather هو 49 درجة، فهل ذلك يعني أنني مريضة؟ لا أبداً، فكلما اشتدت الحرارة في الخارج كلما انخفضت تحت أي سقف، في البيت والسيارة وممرات البناية ومراكز التسوق لدرجة نرتجف فيها من البرد الاصطناعي. منذ زمن وأنا أشعر كأن جسدي قطعة من الخشب المهترىء نخرها السوس نتيجة الرطوبة والتكييف.
رغبة ملحة تنتابني في الخروج من بين الجدران الباردة والستائر السميكة الآن الساعة الثانية عشرة منتصف النهار والصراخ
الشمس .. الشمس. أريد أن ألمس ذلك الإحساس الفعلي لشمس تموز الحارقة. مالمانع إذاً؟
عشر دقائق وكنت على الشاطىء، نزلت من السيارة، لفحة ساخنة ضربت وجهي كدت معها أرجع هاربة حيث الظل والبرودة. قاومت وخلعت من قدمي ومشيت على الرمال الحارقة وكأنني أمشي على الجمر في طقس ديني. كان الشاطىء شبه خال، نزلت الماء ببطء، غمرتني مياه البحر وغسلت عن جسدي وروحي صقيع متراكم.

ظلال على الثلج

وكأنني أحمل حيواناً اصطدته على الثلج في الهاي بارك تورون