شاهدت يوم الجمعة الفائت 29-10 فيلم الشبكة الاجتماعية (The Social Network) وهو دراما اجتماعية يتناول سيرة شخصية لمؤسس شبكة فيس بوك مارك زوكربيرغ الذي يعتبر أصغر ملياردير في العالم إذ تُقدّر ثروته الحالية بخمس وعشرين مليار دولار وهو لا يزال دون الثلاثين من العمر.
"السيناريو يتبلور سريعاً حول شخصية زوكربيرغ من دون الوقوع في أسرها ومع الإبتعاد كلّياً عن الوله بها وبنجاحها. هذا ليس فيلماً عن كيف تصنع الحلم الأميركي وتعيش سعيداً الى الأبد، بل عن كيف يصنعك الحلم الأميركي من دون أن يُغيّرك تماماً. يجعلك أكثر ثراءاً لكنه لن يبدّل ما فيك من خصال سواء أكانت حميدة او ذميمة"
1- غياب كل أنواع المنطق الصوري والرياضي والإنساني عن بعض الأقلام التي ربطت ما بين التضامن مع النساء ضحايا الجرائم والدعوة إلى الزنا والانحلال والتفلت الأخلاقي، وهو تكريس على ما يبدو لمبدأ بوش سيء الذكر، فإن كنت ضد الجريمة فأنت مع الانحلال.
2- تشير الإحصائيات إلى أن النسبة الأكبر من مرتكبي "جرائم الشرف" هم من أبناء الريف أو غير المتعلمين، وبالتالي إن إصرار فئة من الشباب المتعلم -مستخدمي الشبكات الاجتماعية والإعلامية الحديثة- على الإبقاء على مادة في القانون السوري تؤيد العنف ضد الإناث وتشجع على قتلهن، يمثل من وجهة نظري استعلاء منهم على مواطني الشريحة غير المتعلمة وتنصلاً من المسؤولية في تخليصهم من عادات بدائية تعيق حياتهم وتمنع عنهم التطور.
وعلى الرغم من عدم وجود دراسات تبين نسبة االمتعلمين من المؤيدين ل"قانون الشرف" الذين يمكن أن يقدموا فعلاً على ارتكاب جريمة القتل بحق قريباتهم، إلا أنني أجازف وأقول إن الغالبية العظمى منهم لا تلجأ إلى الجريمة، وربما تستبدلها بأشكال من العنف البدني والنفسي، مما يؤكد وجهة نظري الواردة آنفاً، وكأن لسان حالهم يقول "فخار يكسر بعضه".
3- بينما يتربع زوكربيرغ على عرش شبكة اجتماعية نغذيها منذ أن نفتح أعيننا صباحاً بأدق تفاصيل حياتنا ويومياتنا وأحلامنا وصورنا، يجلس شبابنا الذين لايقلون ذكاء عنه ليتراشقوا ويتجادلوا حول مادة غير مقدسة سقطت سهواً وفي غفلة من الزمن الراكض واستقرت في قانون دولتنا الحديثة.
4- من مفارقات هذه الحملة أنني ولتأثري الشديد منذ طفولتي بما يسمى ب "جرائم الشرف" والظروف المرافقة لبعض هذه الجرائم ولامعقوليتها في هذا العصر، كنت كتبت قصة قصيرة* منذ أكثر من 15 عام ونشرتها في أحد المواقع الإلكترونية، وعدت بعد عدة سنوات وكتبت قصة أخرى* ونشرتها في مجلة إنترنت العالم العربي، وها أنا في الخمسين من عمري أطلب النجدة من أصدقائي وأولادي وأولاد إخوتي وأصدقاؤهم الشباب والصبايا ومن خلال شبكتهم المفضلة فيس بوك لكي ينضموا إلى هذه الحملة! (وكأن قلب الزمن توقف في مجتمعنا).
5- أن يستجيب 4 من أصل 23 ممن أرسلت لهم دعوة للمشاركة، فيما يكتفي اثنان بوضع علامة "يعجبني" يطرح سؤالاً عن سبب عزوف الشريحة الأكبر عن المشاركة حتى في حملة أنا متأكدة تماماً أنهم من المؤيدين لها.
بما أن الزمن توقف في مجتمعنا، فسأعود لنشر القصتين هنا في وقت لاحق*