30‏/11‏/2010

همّ البنات للممات حتى لو كانوا مسعدات!!

طوال عمري كنت أشعر بالغيظ عندما أسمع النصف الأول من المثل الشعبي "هم البنات للممات" يتردد على ألسنة الجميع، واليوم فوجئت بأن له تتمة "حتى لو كانوا مسعدات" ليزداد غيظي.
يقال هذا المثل عندما تتعرض الأنثى لمشكلة ما وبشكل أخص الزوجة. ودائماً ترافقه مجموعة من الوصايا توجه للزوجة التي تتعرض لكل أنواع العنف الجسدي والنفسي، وتصب جميعها في إطار: لا تخربي بيتك الله يرضى عليك، معلش جوزك بدك تتحمليه، عندك ولاد لازم تفكري فيهم.

أجد نفسي عاجزة عن تقديم المشورة المناسبة لنساء قريبات يتعرضن للعنف والقهر والظلم، فلو كان الأمر يخصني أو يخص ابنتي لكان لي رأي مختلف وهو "فليذهب هكذا زوج وهكذا بيت إلى الجحيم" ولكن أجد نفسي مضطرة في كثير من المواقف لأن أكون حيادية وأنظر إلى الظروف الموضوعية التي تحيط بهذه أو تلك. ولذلك عندما أقدم وجهة نظري أشعر أن من تتكلم لاتمت لي بصلة.





في مجتمعنا ومع غياب المؤسسات التي يفترض بها أن تقدم الدعم المادي والمعنوي للمرأة، والقانون الذي يصطف خلف الرجل ولو بشكل غير مقصود أحياناً، تجد الزوجة نفسها وحيدة عارية من أي سلاح، فتضطر إما للتخلي عن جميع حقوقها لكي تنفذ بحياتها وبالتالي تواجه ظروفاً حياتية قاسية، أو أن ترضخ للأمر الواقع الذي يفرضه الزوج مهما كان سيئاً.
منذ أيام في 25 من نوفمبر/تشرين الثاني كان اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة. على الرغم من أهمية هذا اليوم، ولكن إن لم يصار إلى تغيير القوانين التي تنظم العلاقة بين الرجال والنساء في مجتمعنا وصياغتها بشكل واضح وصريح وبعيد عن أي لبس وتأويل، وبما لايترك مجالاً للتحايل والتلاعب، وبما يضمن للمرأة حقها في حياة كريمة وإنسانية، فستبقى النساء المعنفات عاجزات عن رد العنف الذي تتعرضن له. وسنبقى نكتب عن هذه الأيام وفي الواقع نعجز عن تقديم أبسط أشكال المساعدة المطلوبة.


حلبٌ قصدنا وهل من سبيلُ...؟!

حلبٌ قصدنا وهل من سبيلُ...؟!



ملاحظات سريعة من حلب

لم أكن أعلم أن "بلوجر" محجوب في سوريا، والآن بعد أن علمت على أرض الواقع أتساءل عن السبب أو المبرر وراء حجبه، طالما أن خدمة التدوين بحد ذاتها متوفرة على مواقع أخرى

أُفضّل من الشهور تشرين الثاني الذي يرتبط في ذاكرتي ببدء الشتاء. ولكن من الواضح أنه غير مزاجه هذه السنة وتحالف مع الشمس التي لم تفارق سماء حلب طوال أيام الشهر. شمس ساطعة، لاغيم ولا مطر، وكأنني لم أغاد

منذ أسبوع ونحن على موعد في الحادية عشرة ليلاً مع مايكروفون بائع االبندورة الذي يصرخ "السحارة بمية وخمس وعشرين ليرة" لماذا لايحلو له البيع إلا ليلاً؟ سر من أسرار حلب.

رياح التغيير تهب على بائع الغاز في حلب الذي استبدل أسلوب الطرق بأداة معدنية على جراره، بموسيقا فيروزية 

أما بائع المازوت فلم أكتشف بعد بماذا استبدل صوته الأجش المتحشرج وهو ينادي: مازوططططط في السادسة صباحاً؟ 

في الأمس استيقظت في الرابعة والنصف فجراً على صوت سعال أمي-التي تعاني من الربو- وتذمرها من تدخين والدي في مثل هذا الوقت! الكل يدخن بأنانية مطلقة سائقي التكسي والباصات، البائعين في المحلات، في المطاعم في البيوت في المؤسسات. ونحن مضطرين للتدخين معهم

النهر يجري في حلب، بالأمس مررت في الحديقة العامة لأجد أربع مراهقين يسبحون، أحدهم يتسلق جسر ويقفز من فوقه بطريقة استعراضية إلى النهر

وأخيراً أكوام الزبالة في ازدياد وتمدد من الأحياء الشعبية إلى أحياء تعرف بأنها راقية حيث أسعار البيوت بالملايين

ظلال على الثلج

وكأنني أحمل حيواناً اصطدته على الثلج في الهاي بارك تورون