24‏/03‏/2015

كله في الغرب بيزنس..... وكله عند العرب صابون

طوني بلير.... رجل الحرب والسلام والملايين!
4,6 مليون جنيه استرليني حصل عليها طوني بلير ثمناً لمذكراته التي ستصدر قريباً عن دار النشر راندوم هاوس.
150 جنيه استرليني (240 دولار أمريكي تقريباً) ثمن النسخة –الفاخرة- الموقعة بخط يده التي ستطرح في السوق الأمريكي.

20 مليون جنيه استرليني على الأقل جناها بلير منذ استقالته من منصبه كرئيس لوزراء بريطانيا عام 2007، وذلك من إلقاء المحاضرات والخطابات (250 ألف دولار للخطاب الواحد مدته 90 دقيقة) والاستشارات لمؤسسات مالية وشركات تجارية.

بعد استقالته ونتيجة لخبراته وكفاءته المشهود لها في خوض غمار الحرب على العراق، كوفئ بلير بأن عين "مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط" وطبعاً الشرق الأوسط هنا تعني فلسطين التي سيعمل مخلصاً –ربما من الطابق الذي استأجره في فندق فاخر في القدس الشرقية بتكلفة 700 ألف جنيه سنوياً- على إحلال السلام في ربوعها وإعادة الحقوق إلى أصحابها.

طوني بلير إذاً هو رجل المهمات الصعبة الذي نذرته بريطانيا -أو ربما أمريكا- لأجلنا نحن مواطني "الشرق الأوسط" في الحرب والسلم، كما نذرت لنا من قبله مواطنه بلفور.

من المؤكد أننا نحن القراء العرب على أحر من الجمر بانتظار تلك المذكرات التي - حسب وصفه- ستعطينا نظرة عن الأبعاد الإنسانية والسياسية لحياة رئيس الوزراء. وليس لدينا أدنى شك أن كل الملايين التي يكسبها هي نتيجة للأبعاد الإنسانية لمساهمته في تدمير دولة وتشريد مواطنيها. 
بدوري كمواطنة من "الشرق الأوسط" أنتظر قراءة الكتاب ليس للاطلاع على الأبعاد الإنسانية ولا السياسية، وإنما للاطلاع على الأبعاد التجارية المخفية بين السطور، لكي أفهم وأتعلم أسرار جني الملايين من الكذب والتضليل، ورسم ابتسامة سافرة أثناء التوقيع على الكتاب الفاخر باستخدام قلم الحبر السائل الذي استخدم في التوقيع على قرار لا تزال نتائجه تكتب يومياً بدماء العراقيين على اسفلت الشوارع.

وإذا كان حزب العمال يرى حسب صحيفة Dailymail أن على بلير التبرع بجزء من العائدات للحزب الذي قدم له المنصة ليكون رجل دولة على مستوى رفيع، فالأولى أن يتبرع بأمواله لتعمير مدينة البصرة التي لايزال سكانها يعانون من تبعات قراره وصديقه الحميم السيد بوش الذي تأخر في كتابة مذكراته الإنسانية، والعالم ينتظر.

وأخيراً أوجه رجاء إلى رجال الأعمال العرب الكرماء: بما أنه تم التعاقد على ترجمة الكتاب إلى 12 لغة ومن بينها العربية وكوني غير مستعدة لدفع 150 فلساً ثمناً له- آمل أن يقوم أكثركم كرماً بشراء عدة آلاف من النسخ وتوزيعها مجاناً على القراء الفقراء، وذلك على غرار رجل الأعمال الصيني الذي اشترى 5000 نسخة من مذكرات شيري بلير  "Speaking for my self" وقدمه هدية للعاملين لديه لاعتقاده أن مسيرتها من بيئة متواضعة إلى 10 داونينغ ستريت ستكون ملهمة لهم (وإن كنت لا أعلم ما هو المردود الذي يتوقع أن يحصل عليه بالمقابل من موظفيه عندما يصبح هدفهم جميعاً الانتقال إلى السكن بجواره في ريبالس باي في هونغ كونغ؟).



ظلال على الثلج

وكأنني أحمل حيواناً اصطدته على الثلج في الهاي بارك تورون