تحطيم الأصنام
سنة مضت منذ أن هجرت التلفزيون، لاعلاقة لذلك بكل ما يقال ويكتب ويحكى عن البرامج الهابطة والأغاني التافهة والمسلسلات المكسيكية والتركية المدبلجة التي لم أشاهدها أصلاً لأنني أكره المدبلج باستثناء الكارتون طبعاً.
ولا علاقة للهجران بالقرف من القنوات المشفرة التي تعرض الأفلام الأمريكية القديمة والبايخة والمكررة والتي يعاد عرضها على كل القنوات المفتوحة، ولاعلاقة للأمر أيضاً بالقنوات العربية الإخبارية ومعظم برامجها يمكن أن يقال فيها ما قاله مالك في الخمر.
السنة الماضية في حزيران نسيت تجديد الاشتراك بالكيبل قبل السفر، وعندما رجعت وجدت أن الشركة قطعت الخدمة، ولحين استرجاعها عشت بلا تلفزيون، وخلال أسبوعين كنت قد تعودت على غيابه فقررت عدم تجديد الاشتراك، واختبار تجربة التخلي عن إحدى العادات الصنمية التي أصبحت من البديهيات والمسلمات في حياتنا.
منذ ذلك الوقت أصبحت مساءاتي أكثر متعة وراحة، وخاصة بعد استعادة حريتي من قبضة الإعلانات الطاغية والمزعجة والمملة شكلاً ومضموناً، واكتشافي المذهل لبدائل التحكم بوقتي بالطريقة التي أريد، كما أصبح نومي أكثر عمقاً وكادت أن تختفي الكوابيس من أحلامي.
البديل عن مشاهدة التلفزيون؟ التواصل مع الأهل والأصدقاء واقعياً أو افتراضياً، ممارسة هواية قديمة أو جديدة، المشي في الأماكن المفتوحة، مشاهدة أفلام ومسلسلات مختارة على دي في دي وبدون إعلانات، القراءة والغوص في أعماق عالم الإنترنت ومتابعة الأخبار من الإنترنت، وبوجود قناة يوتيوب يمكن القول أن العالم بين أيدينا إذ يمكن الاستماع لأغاني قديمة وحديثة ومشاهدة فيديوهات راقية ومتنوعة جداً، كما يمكن مشاهدة بعض الأفلام الخفيفة والبايخة والمضحكة والغريبة الخ...
وللأمانة أفتقد قنوات ناشيونال جيوغرافيك National Geographic و Deutsche Welle وترافيل Travel