13‏/12‏/2010

بغيبتي نزل الشتى... والعم بيصلّوا كتار!

يوم الخميس 2-12، تم افتتاح فرع معهد غوته الألماني في حلب في مدرسة/كنيسة الشيباني في حلب القديمة، وبهذه المناسبة أعد المعهد جدول حافل من النشاطات الثقافية والفنية تضم حفلات موسيقية ومعارض فنية وعروض لأفلام سينمائية خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول.
وبما أنني لم أحضر أي نشاط ثقافي أو فني في حلب منذ زمن بعيد لأن زياراتي السنوية تأتي عادة في الصيف، مما يعني الهروب إلى الجبل وأحياناً قليلة إلى البحر، وجدتها فرصة أن أستكشف حال المدينة من جديد.
إذاً بدأت نشاطي يوم الخميس حيث استمتعت بحضور حفلة موسيقية مشتركة لعازف العود الألماني
Roman Bunka رومان بونكا مع عازفين من فرقة دوبامين من حلب في مدرسة الشيباني، وهذه زيارتي الأولى لمدرسة الشيباني التي أصبحت مقراً لاستضافة عدد كبير من النشاطات ضمن برنامج إحياء حلب القديمة.
وفي يوم الثلاثاء 7-12 تابعنا نشاطات معهد غوته مع حفلة لعازف البيانو الألماني Axel Zwingenberger إكسيل تسنغربيرغر لموسيقى Boogie Woogie البوغي ووغي على مسرح مديرية الثقافة. لم يكن لدي أي فكرة عن موسيقا "بوغي ووغي" ولكن ما قرأته عن هذا اللون من الموسيقا وعن العازف الألماني تسنغربيرغر كان كافياً لتحريك فضولي ودفعي لحضور الأمسية.
قدمت المترجمة معلومة أسعدتنا وهي أن العازف كان مدعواً لحضور حفلة للمغني الشهير إلتون جون ستقام في مدينة هامبورغ في نفس اليوم، ولكنه فضل الحضور إلى حلب وإحياء الأمسية لجمهورها!
كان جمهور الأمسية كبيراً نسبياً ومتنوعاً جداً لدرجة أثارت عندي بعضاً من التساؤل عن طبيعة التغيرات التي جرت على المدينة، ولا أعرف لماذا قفزت كلمات الشاعر طلال حيدر "بغيبتك نزل الشتى.." إلى الذاكرة وسيطرت علي لفترة غير قصيرة.
البوغي ووغي حسب نشرة "حلب في شهر" موسيقا مرحة ومفعمة بالحركة، أما العازف أكسيل تسينغربيرغر فيلقب بملك البوغي ووغي وحالما يبدأ العزف فإنه لايستطيع التوقف أبداً.
بالفعل كان الحفل ممتع وبرزت روح العازف المرحة من خلال أدائه وحركته على البيانو وربما لو كان المكان مناسب لتجاوب الجمهور معه رقصاً على أنغام البوغي ووغي.
من مفارقات الحفل أنه في النصف الثاني من الأمسية بدأت أعداد من الناس تتوافد إلى المسرح وتنسل إلى المقاعد الأمامية وكلما اقتربت الأمسية من نهايتها ازداد تدفق الحضور أمام حيرتي وتساؤلي إذا كان هؤلاء الأشخاص مغرمين بموسيقى البوغي ووغي إلى هذه الدرجة فلماذا تأخروا على الحضور ولماذا الإصرار على مقاطعة الجالسين بحثاً عن الأماكن الأمامية.
سيدة ظريفة تجلس خلفي (أعطتني لمحة موجزة وكافية عن حياتها وعائلتها قبل بدء الحفل) احتجّت ونادت الشاب الذي يشرف على إدخال الناس وطلبت منه عدم السماح لمن يأتي متاخراً الجلوس في المقاعد الأمامية. سايرها الشاب بالإيجاب وتابع تمرير معارفه –كما كان واضح- إلى المقاعد الأمامية، والطلب من الآخرين الالتزام بالجلوس في المقاعد الخلفية.
ما إن انتهت البوغي ووغي وفتح الباب حتى تدفق المنتظرون خارج الصالة، وسريعاً زالت حيرتي عندما ذكرت تلك السيدة أنهم قادمون لحضور حفلة للمطرب عبدالقادر أصلي؟!!
( كان بودي تحميل صور الحفلتين ولكن تبين أنني نسيت وصلة الكاميرا في دبي)


11‏/12‏/2010

كمين على الشبكة

بقلم: فاطمة نعناع
تلك الليلة لم تتمكن اليزابيث من النوم.. كيف تنام بعد أن اعترفت لها ابنتها ذات الستة عشر عاماً أنها تعرضت قبل عامين لتحرشات من قبل ريتشارد؟!
كيف تنام وهي تشعر أن آثار هذا التحرشات، لا تزال باقية في نفس الفتاة، على الرغم من مضي هذه الفترة الطويلة؟!
كانت صدمة اليزابيث شديدة لأسباب عدة، فالمدعو ريتشارد في السادسة والأربعين من العمر، متزوج وله طفلان، والأدهى من ذلك أنه كان جاراً مقرباً لهم، وكانت العائلتان تتبادلان الزيارات في كثير من المناسبات، قبل أن يبدل سكنه وينتقل إلى حي آخر.
قضت اليزابيث الليل والغضب يلهب صدرها، وهي تفكر في طريقة تتمكن بها من النيل من ذاك السافل، والاقتصاص منه. ومع خيوط الفجر الأول،ى كانت قد توصلت إلى قرار برفع دعوى قضائية ضد المجرم لينال الجزاء الذي يستحق. وفي الصباح أبلغت ابنتها بما استقر عليه رأيها، لكن الفتاة رفضت بشدة، أن تشهد بواقعة التحرش، لشعورها بالخجل من إعلان مثل هذا الأمر على الملأ. وعلى الرغم من إصرار الأم على عدم ترك الأمر يمر بدون أن يأخذ المجرم عقابه، إلا أنها تفهمت مشاعر ابنتها، وبدأت تبحث عن طريقة أخرى تصل بها إلى هدفها المشروع.
ومن خلال استشارتها لبعض المقربين وكذلك أحد المحامين تأكدت أنه بدون دليل ملموس أو شهادة الفتاة، لا يمكن مقاضاة المتهم. وبما أن ابنتها لن تشهد، فمن أين لها الحصول على دليل؟
بدأت اليزابيث في جمع المعلومات عن حياة ريتشارد، علها تجد فيها ما يفيد قضيتها، ولم يكن الأمر صعباً، باعتبار أنه كان جاراً سابقاً للعائلة. وتبين لها من خلال المعلومات التي جمعتها أنه لا يزال يدير شركته العقارية الصغيرة، وأنه بدأ منذ عام باستخدام شبكة إنترنت في أعماله.
أفضت اليزابيث بسرها إلى صديقتها كاتي، التي تعمل في إحدى شركات الكمبيوتر، فأعجبت بحزمها وإصرارها على متابعة الموضوع، ثم قالت بحماس، أنها قد تستطيع مساعدتها، على نصب كمين لريتشارد على شبكة إنترنت.
ضمت اليزابيث كفيها بقوة وكانت كالغريق الذي يتعلق بقشة، والتفتت إلى صديقتها وعيونها تسبق لسانها في السؤال: لكن كيف؟!
أجابت كاتي: يستخدم العديد من الرجال المهووسين إنترنت كوسيلة للتغرير بصغار السن، وذلك من خلال غرف الدردشة (chatting rooms)، التي يتردد عليها المراهقون بنسبة عالية، ومن المحتمل أن نعثر على ريتشارد بينهم.
قلت اليزابيث: لدي بعض الخبرة بإنترنت، فأنا استخدمها للمراسلة، وأحياناً للتسوق. وجربت مرة الدخول إلى "غرف الدردشة"، لكنني وجدت أن معظم الموجودين فيها يستخدمون أسماءً وهمية، فكيف يمكننا اكتشافه، حتى إن كان موجوداً فيها؟
كاتي: معك حق، لكننا نستطيع معرفة عنوان الكمبيوتر (IP) لكل مشارك في الدردشة باستخدام أمر whois، أو أمر مشابه، حسب برنامج "الدردشة" المستخدم، فإذا عرفنا عنوان كمبيوتر ريتشارد، تكون أمامنا فرصة كبيرة لاكتشاف هويته.
اليزابيث: كيف لنا أن نعرف عنوان كمبيوتره؟
كاتي: ذكرت لي أنه يدير أعماله عن طريق إنترنت، ومن المرجح، لذلك، أن يملك خطاً خاصاً بإنترنت، وسيمكننا ذلك من اكتشاف عنوان كمبيوتره بسهوله. ألم يرسل لك، حديثاً، أي رسالة إلكترونية؟
اليزابيث: أجل، بعث لي رسالة تهنئة بمناسبة حلول العام الجديد، لكن ماذا يفيدنا ذلك؟
كاتي: افتحي بريدك الإلكتروني، وسوفت ترين الجواب بنفسك.
توجهت الصديقتان نحو الكمبيوتر، ثم فتحت اليزابيث برنامج البريد الإلكتروني الذي تستخدمه، وكان Outlook، وعرضت لصديقتها الرسالة التي تسلمتها من ريتشارد. نقرت كاتي بسرعة، على أمر Options، فظهرت على الشاشة تفصيلات جديدة عن مرسل الرسالة، بما في ذلك عنوان كمبيوتره (IP)، الذي بدا مشابهاً للعنوان (199.202.333.55). بادرت كاتي لتسجيل هذا العنوان على ورقة جانبية، ثم قالت: تستطيعي الآن، إن حالفك الحظ قليلاً، أن توقعي ريتشارد في كمين، لكن عليك أن تتحلي بالصبر.
أمضت اليزابيث ثلاث ليالٍ كاملة أمام شاشة الكمبيوتر تبحث في غرف الدردشة الشهيرة، المخصصة للصغار، عن عنوان كمبيوتر يطابق رقم كمبيوتر ريتشارد، وكانت تضع مؤشر الماوس على اسم كل مشارك، ثم تستخدم أمر whois للتعرف على عنوان كمبيوتره. وبدا لها الأمر كمن يبحث عن إبرة في كومة قش، ونال التعب من جسدها، وأجهد النظر المستمر إلى الشاشة عينيها، إلا أن اليأس لم يجد طريقه إليها.
وفجأة تسمرت عيناها على الشاشة ولمرات عدة، راحت تقارن الرقم، ولم تصدق أنها وجدت ضالتها في شخص أطلق على نفسه اسم "المحب" (lover).
أخذت نفساً عميقاً، وبدأت تعد العدة لنصب كمين للإيقاع بالمجرم.. عرَفت عن نفسها كفتاة في الخامسة عشرة من عمرها، شقراء الشعر، وتشكو الوحدة، وتبحث عن صديق يكرس جزءاً من وقته لها، ثم اقترحت عليه الانتقال إلى غرفة دردشة خاصة (private room)، بحيث يستطيعان الحديث، بدون تطفل الآخرين. وافق ريتشارد مباشرة، ومؤكد أنه كان على الطرف الآخر يفرك يديه ويمني نفسه بمتعة جديدة.
وتشعب الحديث بينهما، وكانت اليزابيث تحاول باستمرار مد خيوط الشبكة بنعومة، وتعمل على الإيحاء له أنها فتاة ساذجة يسهل التغرير بها.
وزاد سروره عندما بدأ يلمح لها ببعض العبارات الجنسية ولا يجد ممانعة لديها، بل كانت تتصنع الخجل، وتسترسك في الوقت ذاته، في حديث تشجعه من خلاله على الاستمرار.
وعندما عرض عليها اللقاء، تمنعت بداية مدعية الخوف كونها لا تعرفه جيداً، فبذل كل ما لديه من عبارات الود والحب، محملاً إياها كل الصدق الإنساني. وعندما كرر المحاولة، قبلت وأعطته موعداً في اليوم التالي. ولم تنس اليزابيث أن تحفظ كافة تفاصيل الدردشة باستخدام الأمر Save Buffer.
اتصلت اليزابيث، عقب ذلك، مع الشرطة المحلية وأطلعتهم على القصة كاملة وعلى الموعد الذي رتبته مع ريتشارد.
وكان اللقاء المفترض في اليوم التالي الساعة الخامسة مساء الأحد، ولكي لا تترك له مجالاً للشك، استعانت اليزابيث بابنة صديقتها ذات الأربعة عشر عاماً. وفي المكان المحدد، تقابل الاثنان وخلال دقائق، وبينما كان يفتح لها باب سيارته، قبضت الشرطة عليه لتقديمه للمحكمة، بتهمة التغرير بقاصر من الدرجة الثانية، لينال عقوبة السجن مدة عامين.



05‏/12‏/2010

صبح ومسا من حلب

أنا والإنترنت..


حركة دخولي إلى الإنترنت مقيدة هذه الأيام، إذ علي أن أتصفح بسرعة بعض المواقع الأساسية التي أرتادها عادة، وأن أقرأ الإيميلات وأرد على بعضها وأؤجل تلك التي تحوي صور وفيديو (ربما أحتاج ليوم كامل لفتح المتراكم منها) لحين رجوعي إلى دبي.
ثم ألقي لمحة سريعة على فيس بوك وقليل من سكايب وجوجل توك للإبقاء على التواصل، مع إلغاء تام لليوتيوب والإذاعة والأغاني وتنزيل وتحميل الملفات. إذ أنني لو استخدمت الإنترنت كما أستخدمها في دبي لربما تجاوز المبلغ الذي سأدفعه عشرة آلاف ليرة (حوالي ألف درهم). فعلى الرغم من أن استخدامي للإنترنت خلال الأسبوعين الماضيين كان في الحدود الدنيا إلا أن الفاتورة التي دفعتها كانت كبيرة.
ومع ذلك لابد أن أشير إلى أن الحصول على اشتراك إنترنت محمول 3G كان مناسب جداً وعملي، على الرغم من تكلفته العالية.


ظلال على الثلج

وكأنني أحمل حيواناً اصطدته على الثلج في الهاي بارك تورون