25‏/12‏/2017

ظلال على الثلج

وكأنني أحمل حيواناً اصطدته على الثلج في الهاي بارك تورون

11‏/05‏/2015

العقار القاتل

بقلم:فاطمة نعناع
قصة حقيقية: عندما يخرج الشيطان من عالم إنترنت السفلي!
كانت البداية عندما تعرف إليها خلال حفل التعارف الذي أقامته الجامعة في بداية العام الدراسي. أثارت إعجابه بشخصيتها، التي بدت واثقة، متفائلة، واضحة .. عمل على التقرب إليها، وكلما كان يقترب منها أكثر، كان يزداد إعجاباً بها..
قبلت صداقته ووثقت به.. ويوماً بعد يوم وجد نفسه مغرماً بها، إلى درجة سيطرت على تفكيره. وبما أنه يعلم أنها لم تكن مرتبطة عاطفياً، استجمع شجاعته واعترف لها بحبه.. ببساطة ووضوح أعلنت له أنها تعتبره صديقاً مميزاً، ولكنها لا تفكر حالياً بالارتباط بعلاقة عاطفية. وبررت ذلك برغبتها في التركيز على دراستها، وبأنها تطمح إلى التفوق، ولا تريد ما يعيق هدفها..
استغرب ردها، ولم يصدق أنها ترفضه لسبب اعتبره غريباً! كبر الأمل في قلبه مع الوقت، خاصة وأن صداقتهما استمرت، وتوطدت، ما اعتبره من جانبه دليلاً على قبولها إياه.. وانتظر أن تأتي الخطوة المقبلة من طرفها.. ازداد تعلقاً بها، ويبدو أن انتظاره طال بلا نتيجة، فانساق وراء الرغبة في البحث عن طريقة تجعلها تحس به، وتستجيب لعواطفه الجياشة!!
استشار أحد أصدقائه، فنصحه أن يقبل بالأمر الواقع، ويترك لها حرية القرار.. لكنه كان غارقاً في التفكير بها، لدرجة لم يعد معها للواقعية مكان.. فكر أن يستشير أخصائياً نفسياً، ولكنه أبعد تلك الفكرة، خجلاً، وربما كبرياءً..
توجه للاستشارة عبر إنترنت، من خلال موقع يناقش فيه الشباب مشكلاتهم، ويتلقون مساعدة من قبل آخرين بينهم من يدعي أنه أخصائي نفسي!!
عندما طرح مارك مشكلته، أكد له أحدهم، أن صديقته تعاني من الخجل، أو الخوف من إقامة علاقة مع شاب، وتتذرع بالدراسة، ولذلك فهي تحتاج إلى علاج. وتبرع آخر بوصف العلاج الذي يراه مناسباً، كونه مر بتجربة مشابهة، إذ أنه خلّص صديقته من عقدة الخوف، عن طريق إعطائها عقاراً له مواصفات سحرية، وأتبع مشورته بأن نبه مارك إلى صعوبة الحصول على هذا العقار، لكنه تبرع بإعطائه عنواناً لموقع يمكن أن يساعده في الحصول عليه!!
بوجود إنترنت أصبح بإمكانك الحصول على ما تريد سهلاً، مهما كان خطيراً، أو غير مشروع!!
موقع منحرف
بعدما تجاوز لوسيانو الستين من عمره، وأصبح بلا عمل، أدرك أن مدخراته لن تكفيه للعيش لفترة طويلة، وأن عليه البحث عن مصدر للرزق!! توجه مباشرة، إلى إنترنت، عله يجد فيها ما ينقذه، وبعد جولات عديدة قام بها على مواقع متنوعة ومختلفة، لم ينجح، لكنه اكتشف أن أكثر المواقع رواجاً، والتي تحقق ربحاً مادياً، هي المواقع التي تقدم كل ما هو شاذ، وغير مشروع..
راح يبحث عن مادة يتاجر بها، وفجأة تذكر الوصفة التي ستجلب له المال.. كان في فترة سابقة قد عمل في مصنع للأدوية أغلق لنشاطه المشبوه، وتعلم فيه طريقة صنع عقار يخدر الأعصاب ويشل المقاومة تماماً، ويدعى لهذا السبب، عقار "الاغتصاب". وأنشأ بالفعل، موقعاً يبيع فيه المواد اللازمة لصنع هذا العقار، بالإضافة إلى الوصفة التي تشرح طريقة التحضير!!
المأساة
من جهته رفض مارك التفكير في هذا الأمر، لكنه زار الموقع المذكور، من باب الفضول..! كانت تلك الخطوة الأولى.. أما الثانية، فلم يقاوم مارك الرغبة في الاستفسار عن هذا العقار، وتأثيره ، وأضراره.. وجاءته التأكيدات بأنه آمن تماماً بالطبع، وخاصة إذا اتبع الوصفة المرافقة بدقة!
لعدة أيام سيطرت الفكرة الشيطانية عليه.. وكان كلما يتذكر صديقته، يخجل من نفسه، ويحاول التخلص من تلك الفكرة، ولهذا رأى أنه أصبح بحاجة إلى استشارة من يثق به، للخروج من هذا النفق الذي وجد نفسه فيه..
لكن، إلى من يلجأ؟ منعه كبرياؤه من التوجه إلى أحد أصدقائه، ومنعه شعوره بالخجل من استشارة أحد والديه.. ومن جديد توجه إلى إنترنت، التي أصبحت تأخذ دور الأصدقاء والعائلة، خاصة أن الشخص بإمكانه أن يطرح المشكلة التي يعاني منها، بدون خجل، أو شعور بالحرج!! ومن جديد وجد من يتبرع بنصائح يبدو أنها لاقت استحساناً في نفسه، ومن بينها تلك النصيحة التي ألقاها أحدهم، وشجعه فيها على تجربة ذلك العقار على صديقته، بحجة أنه لن يخسر شيئاً.. فإذا لم يعجبها الأمر، فستقطع علاقتها به بدون أن تدري شيئاً عما شربت!! ومن يدري؟ ربما يكون صاحب تلك النصيحة هو نفسه صاحب الموقع، الذي كل ما يهمه الترويج لبضاعته؟!
عمل مارك بتلك النصيحة.. اشترى العناصر اللازمة لتركيب العقار من موقع ويب المذكور، ثم ركّبه بنفسه، ودسه خلسة، في كأس العصير، الذي قدمه لصديقته.. لكن خسارته كانت أفدح من أن يتوقعها! فبعدما شربت ابنة الثامنة عشرة، كأس العصير، تحولت خلال فترة قصيرة، إلى جثة هامدة..!
العاقبة
في سجن المدينة يقضي مارك معظم وقته صامتاً شارداً.. وغالباً ما يدفن وجهه بين يديه، مخفياً آثار الألم النفسي الذي يعانيه منذ تلك الليلة.. ويترقب بخوف الشهور الثلاثة، التي تفصله عن جلسة الاستئناف، وما سيصدر عنها. فهل تؤكد الحكم الصادر بحقه، والذي سيقضي بموجبه عقوبة بالسجن بتهمة القتل غير المتعمد؟!
أما موقع ويب المنحرف، فأغلقته السلطات المختصة، وأحالت صاحبه إلى المحكمة..


24‏/03‏/2015

كله في الغرب بيزنس..... وكله عند العرب صابون

طوني بلير.... رجل الحرب والسلام والملايين!
4,6 مليون جنيه استرليني حصل عليها طوني بلير ثمناً لمذكراته التي ستصدر قريباً عن دار النشر راندوم هاوس.
150 جنيه استرليني (240 دولار أمريكي تقريباً) ثمن النسخة –الفاخرة- الموقعة بخط يده التي ستطرح في السوق الأمريكي.

20 مليون جنيه استرليني على الأقل جناها بلير منذ استقالته من منصبه كرئيس لوزراء بريطانيا عام 2007، وذلك من إلقاء المحاضرات والخطابات (250 ألف دولار للخطاب الواحد مدته 90 دقيقة) والاستشارات لمؤسسات مالية وشركات تجارية.

بعد استقالته ونتيجة لخبراته وكفاءته المشهود لها في خوض غمار الحرب على العراق، كوفئ بلير بأن عين "مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط" وطبعاً الشرق الأوسط هنا تعني فلسطين التي سيعمل مخلصاً –ربما من الطابق الذي استأجره في فندق فاخر في القدس الشرقية بتكلفة 700 ألف جنيه سنوياً- على إحلال السلام في ربوعها وإعادة الحقوق إلى أصحابها.

طوني بلير إذاً هو رجل المهمات الصعبة الذي نذرته بريطانيا -أو ربما أمريكا- لأجلنا نحن مواطني "الشرق الأوسط" في الحرب والسلم، كما نذرت لنا من قبله مواطنه بلفور.

من المؤكد أننا نحن القراء العرب على أحر من الجمر بانتظار تلك المذكرات التي - حسب وصفه- ستعطينا نظرة عن الأبعاد الإنسانية والسياسية لحياة رئيس الوزراء. وليس لدينا أدنى شك أن كل الملايين التي يكسبها هي نتيجة للأبعاد الإنسانية لمساهمته في تدمير دولة وتشريد مواطنيها. 
بدوري كمواطنة من "الشرق الأوسط" أنتظر قراءة الكتاب ليس للاطلاع على الأبعاد الإنسانية ولا السياسية، وإنما للاطلاع على الأبعاد التجارية المخفية بين السطور، لكي أفهم وأتعلم أسرار جني الملايين من الكذب والتضليل، ورسم ابتسامة سافرة أثناء التوقيع على الكتاب الفاخر باستخدام قلم الحبر السائل الذي استخدم في التوقيع على قرار لا تزال نتائجه تكتب يومياً بدماء العراقيين على اسفلت الشوارع.

وإذا كان حزب العمال يرى حسب صحيفة Dailymail أن على بلير التبرع بجزء من العائدات للحزب الذي قدم له المنصة ليكون رجل دولة على مستوى رفيع، فالأولى أن يتبرع بأمواله لتعمير مدينة البصرة التي لايزال سكانها يعانون من تبعات قراره وصديقه الحميم السيد بوش الذي تأخر في كتابة مذكراته الإنسانية، والعالم ينتظر.

وأخيراً أوجه رجاء إلى رجال الأعمال العرب الكرماء: بما أنه تم التعاقد على ترجمة الكتاب إلى 12 لغة ومن بينها العربية وكوني غير مستعدة لدفع 150 فلساً ثمناً له- آمل أن يقوم أكثركم كرماً بشراء عدة آلاف من النسخ وتوزيعها مجاناً على القراء الفقراء، وذلك على غرار رجل الأعمال الصيني الذي اشترى 5000 نسخة من مذكرات شيري بلير  "Speaking for my self" وقدمه هدية للعاملين لديه لاعتقاده أن مسيرتها من بيئة متواضعة إلى 10 داونينغ ستريت ستكون ملهمة لهم (وإن كنت لا أعلم ما هو المردود الذي يتوقع أن يحصل عليه بالمقابل من موظفيه عندما يصبح هدفهم جميعاً الانتقال إلى السكن بجواره في ريبالس باي في هونغ كونغ؟).



22‏/07‏/2013

كوابيس إنترنت

بقلم فاطمة نعناع
"إعلان للجادين فقط..
كاتبة عالمية، لاحدود لإبداعها وخيالها، تهوى ممارسة أفعال سادومازوشية جماعية..
اتصلوا بموقع "ميسك"، أو تفضلوا بزيارتي في المنزل مباشرة، على العنوان [عنوان المنزل الفعلي]، وسأكون جاهزة لتلقي مكالماتكم الهاتفية، ليلاً أو نهاراً، على الرقم [رقم الهاتف الحقيقي]، وأعدكم بأساليب لم تحلموا بها من قبل"!
لم يقصر الجادون، بالطبع، في الاستجابة لرغبة الكاتبة المبدعة، وانهالت عليها الاتصالات، من أماكن عديدة في العالم، ومن أشخاص لهم الاهتمامات ذاتها، على أمل تجربة ما وعدوا به.
ولكن، للأسف خابت آمالهم جميعاً، عندما أنكرت الكاتبة جين، التي ذيل الإعلان باسمها، علاقتها به، وفوجئت، بل صدمت وزوجها عندما قرأت إعلانها المزعوم، على موقع مخصص لمجموعة سادية/مازوشية، تدعو لطقوس جنسية غريبة.
منذ عدة أشهر، وأثناء تجولها في ردهات إنترنت، اكتشفت جين أن بعض دور النشر تمارس سرقة أعمال مؤلفين وكتاب، وتسوّقها لحسابها على الشبكة..
ولأن جين مؤلفة، فهي معنية بالأمر، ومن واجبها فضح هذه الوكالات، وتحذير الآخرين من الوقوع في شراك هؤلاء القراصنة. وسارعت، لهذا السبب، إلى إرسال تحذيرات بالبريد الإلكتروني، إلى عدد كبير من المؤلفين، لتكشف لهم الأمر.
وفي خطوة تالية، رفعت الموضوع إلى النائب العام في نيويورك، الذي استصدر قراراً بإغلاق إحدى هذه الوكالات، المعروفة باسم "الملكة"، بعدما تأكد من ممارساتها غير القانونية.
واعتقدت جين أن هذا الإجراء كفيل بردع الوكالات الأخرى، ووقفها عن متابعة أعمال السطو والاحتيال.
لكنها، اكتشفت أن "وكالة الآداب الفضية للنشر" تابعت أعمالها، غير عابئة بأحد.
عمدت جين، من جهتها، هذه المرة، إلى شن حملة ضد هذه الوكالة، مستخدمة في البداية منتدى إحدى مجموعات الأخبار المخصصة للكتاب، حيث أرسلت رسائل لتنبيه المؤلفين والكتاب، وتلقت منهم بالمقابل، مجموعة من الرسائل تؤكد أنهم كانوا فعلاً، ضحايا لهذه الوكالة.
وفي واحدة من رسائلها، قالت جين أنها سترفع الأمر إلى النائب العام في نيويورك، وهو معنيّ أصلاً بمنع هذه الدور من متابعة ما تقوم به من قرصنة.
ويبدو أن "وكالة الآداب الفضية" قرأت الرسالة، وأحست أن هذه الحملة، التي بدأتها الكاتبة جين، لابد أن تؤثر على أعمالها وربما وجودها..لابد إذاً، من حملها على إغلاق فمها!!!
صحيح أن جين كاتبة معروفة، ومدرسة في قسم الكمبيوتر في جامعة ماريلاند، لكن هذا لن يمنع الكثيرين من تصديق، أنها امرأة غير متزنة، ومهووسة، بل ولديها نوازع عدائية تجاه المجتمع بأسره، إذا ظهرت كتابات عديدة باسمها ضمن مجموعات الأخبار في إنترنت، تحمل أقسى الأوصاف بحق أعضائها، وإذا رافق ذلك وصول رسائل إلكترونية وقحة مذيلة باسمها، إلى أشخاص مرموقين.
وهذا ما حدث فعلاً، إذ ظهرت رسالة تصف أعضاء مجموعة "القهوة" بأنهم مجموعة مدمنين، لا قيمة لهم، ولا يقدمون شيئاً للمجتمع!!
ووصفت رسالة أخرى، أعضاء مجموعة شهيرة مختصة بأخبار العلوم، بأنهم حمقى، ولا يحق لهم الكلام!!
وأطلقت رسالة ثالثة على إحدى المجموعات التي تهتم بأنواع المسدسات، لقب القتلة والمجرمين!!
وحملت جميع تلك الرسائل اسم جين وعنوان بريدها الإلكتروني، بالطبع. وتلقت جين بالمقابل عدداً كبيراً من الردود من قراء غاضبين،لم تخل رسائل بعضهم، من الشتائم، والألفاظ القاسية والمهينة. ولم يسلم حتى زملائها في الجامعة من قذائفها الإلكترونية، عندما وصفتهم رسالة موقعة باسمها، بالتافهين والمجانين، ودعتهم إلى الاستقالة!!
هذه الرسائل الإلكترونية المزيفة، والمرسلة إلى كل تلك الجهات، باسم جين، والردود العنيفة التي تلقتها، بالإضافة إلى مئات الرسائل التافهة والمسيئة التي وصلت إليها عبر البريد الإلكتروني على شكل "قنابل إلكترونية" متنوعة، حملت إحداها كلمة واحدة (قاطع طريق) مكررة آلاف المرات، وحملت ثانية علامة استفهام ملأت صفحة كاملة، وحملت ثالثة عبارة "عام سعيد" تكرر فيها حرف "د" لعدة شاشات!! وغيرها الكثير.. ولا ننسى طبعاً، ذلك الإعلان المشين، وعشرات الاتصالات التي أقلقت حياتها ليلاً ونهاراً.. جعل هذا كله جين تعيش كابوساً ثقيلاً، هدد حياتها العائلية والمهنية على السواء.
قدرت جين أن وراء كل ذلك جهة، أرادت تهديدها وإخافتها، وخمنت، أن تلك الجهة، هي "وكالة الآداب الفضية للنشر"، بسبب فضحها لما تقوم به من سرقة لجهود المؤلفين. كان بإمكان جين تغيير بريدها الإلكتروني، ورقم هاتفها، لتتخلص من هذا الكابوس المدمر، لكنها، كمؤلفة عنيدة، فضلت القتال حتى الرمق الأخير.
لجأت بداية، إلى الكتّاب الذين وقعوا ضحايا لوكالة الآداب الفضية، كي يساعدوها في إثبات السطو والاحتيال الذي تعرضوا له. ثم اتصلت بعدد من مزودي خدمة إنترنت، في محاولة لتحديد مصدر الرسائل التي أرسلت باسمها، أو التي تسلمتها من جهات مجهولة، وأكد لها معظمهم، أن "وكالة الآداب الفضية للنشر"، هي مصدر تلك الرسائل.
ولذلك، رفع محاميها دعوى، ضد تلك الوكالة، يطالب فيها بعشرة ملايين دولار، تعويضاً لجين عما قامت به تلك الوكالة من تهديد لحياتها العائلية والمهنية، وكذلك تشويه سمعتها.
وفي سياق الدعوى، أكد المحامي أنه يمتلك أدلة صلبة، تدين الوكالة، وتكفي لجعل القضية قانونية.
وفي المقابل، أنكرت وكالة الآداب تلك التهمة، رغم أنها فشلت في الإجابة على الأسئلة التي وجهت إليها من قبل العاملين على موقع "سايبر كرايم"، المختص بالجرائم عبر الشبكة.
ربما يعتبر مبلغ عشرة ملايين دولار كبيراً جداً، بالنسبة للتهمة الموجهة للوكالة، لكن جين تصر على أن ذلك، سيجعل المضايقات عبر إنترنت جريمة يأخذها القانون بعين الجدية.
وتسعى جين، الآن، لتغيير النظام الذي فشل في حمايتها، حسب قولها. وشكلت جماعة عبر إنترنت، هدفها الضغط من أجل إصدار تشريع قانوني يجرم المضايقات والتهديد عبر الشبكة، ويجعل عقوبتها لا تقل عن ثلاث سنوات سجناً، و500 دولار غرامة مالية، كحد أدنى.
وتقود جين، أيضاً، حملة شعارها "أوقفوا جرائم إنترنت"، وفي كل يوم يزداد موقفها صلابة، وتكسب أصدقاء مساندين لها، آملة منع وقوع ضحايا آخرين، بعدما تكبدته من آلام ومعاناة كادت تقوض حياتها.

وكلمة أخيرة تقولها جين: "ربما خيل إليهم، أنهم إذا هددوني، ولكوني امرأة، سأتوارى في إحدى الزوايا، وأبكي، ثم أتوقف نهائياً عن استخدام الكمبيوتر"، مؤكد أنهم واهمون!!! 


25‏/03‏/2011

ساعة الأرض: 26-3-2011

في دبي نقوم اليوم بإطفاء إنارة المنزل والأجهزة الكهربائية بمناسبة ساعة الأرض من الساعة 8:30 وحتى 9:30
للسنة الثالثة على التوالي تشارك دبي مدن العالم في هذه الساعة المكرسة لحماية كوكب الأرض من التغير المناخي، وكانت دبي المدينة الأولى عربياً التي تشارك في هذا الحدث عام 2009 . وسنشارك بمسيرة للمشي لمدة ساعة تنطلق من برج بلازا باتجاه برج خليفة.
هي ساعة نكرسها للأرض تضامناً مع الحركة العالمية التي تسعى لحماية كوكب الأرض من انبعاثات الغازات التي تسبب ظاهرة التغيرات المناخية.
وعندما نكرس هذه الساعة خوفاً على مصير الأرض، فإننا بالتأكيد نظهر خوفاً عميقاً وحقيقياً وليس احتفالياً على مصيرنا نحن من نقطن هذا الكوكب ونعبث به بأنانية منفلتة لايردعها وازع أو عقل أو ضمير.
سأكرس هذه الساعة من المشي والصمت بعيداً عن التلفزيون والكمبيوتر للتضامن مع الأرواح التي تزهق والدماء التي تسيل في وطني سوريا، وهي ساعة ضد القتل والقمع والاعتقال والتعذيب، أتمنى خلالها لجميع المواطنين السوريين داخل الوطن وخارجه على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الدينية والإثنية والفكرية والسياسية والطائفية أن يعيشوا بأمان وسلام وتآخي حقيقي في وطن يحفظ كرامة المواطن ويعزز انتماءه من خلال سيادة القانون.
هي ساعة للتضامن مع الضحايا والمشردين والمفقودين في الكارثة الرهيبة التي حلت باليابان.

فلنطفىء إضاءة المصابيح لساعة واحدة، ولتضيء أنوار حقوق الإنسان حياتنا وإلى الأبد.


22‏/03‏/2011

اليوم العالمي للمياه

تحتفل الأمم المتحدة يوم 22 آذار/مارس من كل عام باليوم العالمي للمياه.
ويهدف الشعار إلى تركيز الاهتمام الدولي على التأثير السلبي للتصنيع والنمو السريع لسكان المناطق الحضرية، وتغير المناخ والنزاعات والكوارث الطبيعية على شبكات المياه في تلك المناطق.

كما يهدف إلى تشجيع الحكومات والمنظمات والمجتمعات 
والأفراد على المشاركة الفعالة في التصدي لتحديات إدارة المياه في المناطق الحضرية، وإيجاد حلول مبتكرة لتوفير المياه الصالحة للشرب لها.
وعلى الرغم من أن سوريا حسب تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية لعام 2010 سوف تعاني من الشح المائي مع حلول عام 2025 كباقي الدول العربية باستثناء العراق والسودان، فإن مظاهر الإسراف والهدر في استخدام المياه تبدو واضحة للعيان.
استخدام خرطوم الماء لتنظيف الشبابيك والأرض والحيطان ودرج البناية مثال صارخ على الهدر.
إذا كانت الحنفية مفتوحة أثناء غسل الأسنان تستهلك 6 ليترات بالدقيقة، فكم يستهلك غسل الدرج الذي يستمر عادة بين ساعة ونصف لساعتين والمياه مفتوحة.

إذا أردنا كأفراد أن نشارك بتوفير مياه الشرب فلا نحتاج سوى إلى حملة شعارها بسيط "لا لغسل الدرج" باستخدام مياه الشرب. والاكتفاء بعملية الكنس ومن ثم المسح بقليل من الماء.


02‏/02‏/2011

عبقرية فذة

بعد أن فشلت كل وسائل القمع الحديثة والأساليب البلطجية في زحزحة المتظاهرين المصريين المرابطين منذ 25 يناير في ميدان التحرير وإجبارهم على المغادرة

جاء دور الجمال والبغال والخيول بركابها من البلطجية التي اقتحمت ميدان التحرير لتجرب حظها، تلحقها قنابل المولوتوف.

لا يمكن لأي إنسان عاقل أو حتى مجنون أن يصدق أن هذا المشهد يجري في القرن الحادي والعشرين وكأن أحداث اليوم هاربة من صفحات كتب التاريخ التي تحكي عن استباحة المغول أو التتر لمدينة عربية.

باعتقادي أن الخطوة القادمة في هذه الاستراتيجية العبقرية هي إطلاق الحيوانات المفترسة من حديقة الحيوان في القاهرة والتي على الأغلب متروكة بلا طعام منذ عشرة أيام بقصد أو بدون.


13‏/12‏/2010

بغيبتي نزل الشتى... والعم بيصلّوا كتار!

يوم الخميس 2-12، تم افتتاح فرع معهد غوته الألماني في حلب في مدرسة/كنيسة الشيباني في حلب القديمة، وبهذه المناسبة أعد المعهد جدول حافل من النشاطات الثقافية والفنية تضم حفلات موسيقية ومعارض فنية وعروض لأفلام سينمائية خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول.
وبما أنني لم أحضر أي نشاط ثقافي أو فني في حلب منذ زمن بعيد لأن زياراتي السنوية تأتي عادة في الصيف، مما يعني الهروب إلى الجبل وأحياناً قليلة إلى البحر، وجدتها فرصة أن أستكشف حال المدينة من جديد.
إذاً بدأت نشاطي يوم الخميس حيث استمتعت بحضور حفلة موسيقية مشتركة لعازف العود الألماني
Roman Bunka رومان بونكا مع عازفين من فرقة دوبامين من حلب في مدرسة الشيباني، وهذه زيارتي الأولى لمدرسة الشيباني التي أصبحت مقراً لاستضافة عدد كبير من النشاطات ضمن برنامج إحياء حلب القديمة.
وفي يوم الثلاثاء 7-12 تابعنا نشاطات معهد غوته مع حفلة لعازف البيانو الألماني Axel Zwingenberger إكسيل تسنغربيرغر لموسيقى Boogie Woogie البوغي ووغي على مسرح مديرية الثقافة. لم يكن لدي أي فكرة عن موسيقا "بوغي ووغي" ولكن ما قرأته عن هذا اللون من الموسيقا وعن العازف الألماني تسنغربيرغر كان كافياً لتحريك فضولي ودفعي لحضور الأمسية.
قدمت المترجمة معلومة أسعدتنا وهي أن العازف كان مدعواً لحضور حفلة للمغني الشهير إلتون جون ستقام في مدينة هامبورغ في نفس اليوم، ولكنه فضل الحضور إلى حلب وإحياء الأمسية لجمهورها!
كان جمهور الأمسية كبيراً نسبياً ومتنوعاً جداً لدرجة أثارت عندي بعضاً من التساؤل عن طبيعة التغيرات التي جرت على المدينة، ولا أعرف لماذا قفزت كلمات الشاعر طلال حيدر "بغيبتك نزل الشتى.." إلى الذاكرة وسيطرت علي لفترة غير قصيرة.
البوغي ووغي حسب نشرة "حلب في شهر" موسيقا مرحة ومفعمة بالحركة، أما العازف أكسيل تسينغربيرغر فيلقب بملك البوغي ووغي وحالما يبدأ العزف فإنه لايستطيع التوقف أبداً.
بالفعل كان الحفل ممتع وبرزت روح العازف المرحة من خلال أدائه وحركته على البيانو وربما لو كان المكان مناسب لتجاوب الجمهور معه رقصاً على أنغام البوغي ووغي.
من مفارقات الحفل أنه في النصف الثاني من الأمسية بدأت أعداد من الناس تتوافد إلى المسرح وتنسل إلى المقاعد الأمامية وكلما اقتربت الأمسية من نهايتها ازداد تدفق الحضور أمام حيرتي وتساؤلي إذا كان هؤلاء الأشخاص مغرمين بموسيقى البوغي ووغي إلى هذه الدرجة فلماذا تأخروا على الحضور ولماذا الإصرار على مقاطعة الجالسين بحثاً عن الأماكن الأمامية.
سيدة ظريفة تجلس خلفي (أعطتني لمحة موجزة وكافية عن حياتها وعائلتها قبل بدء الحفل) احتجّت ونادت الشاب الذي يشرف على إدخال الناس وطلبت منه عدم السماح لمن يأتي متاخراً الجلوس في المقاعد الأمامية. سايرها الشاب بالإيجاب وتابع تمرير معارفه –كما كان واضح- إلى المقاعد الأمامية، والطلب من الآخرين الالتزام بالجلوس في المقاعد الخلفية.
ما إن انتهت البوغي ووغي وفتح الباب حتى تدفق المنتظرون خارج الصالة، وسريعاً زالت حيرتي عندما ذكرت تلك السيدة أنهم قادمون لحضور حفلة للمطرب عبدالقادر أصلي؟!!
( كان بودي تحميل صور الحفلتين ولكن تبين أنني نسيت وصلة الكاميرا في دبي)


11‏/12‏/2010

كمين على الشبكة

بقلم: فاطمة نعناع
تلك الليلة لم تتمكن اليزابيث من النوم.. كيف تنام بعد أن اعترفت لها ابنتها ذات الستة عشر عاماً أنها تعرضت قبل عامين لتحرشات من قبل ريتشارد؟!
كيف تنام وهي تشعر أن آثار هذا التحرشات، لا تزال باقية في نفس الفتاة، على الرغم من مضي هذه الفترة الطويلة؟!
كانت صدمة اليزابيث شديدة لأسباب عدة، فالمدعو ريتشارد في السادسة والأربعين من العمر، متزوج وله طفلان، والأدهى من ذلك أنه كان جاراً مقرباً لهم، وكانت العائلتان تتبادلان الزيارات في كثير من المناسبات، قبل أن يبدل سكنه وينتقل إلى حي آخر.
قضت اليزابيث الليل والغضب يلهب صدرها، وهي تفكر في طريقة تتمكن بها من النيل من ذاك السافل، والاقتصاص منه. ومع خيوط الفجر الأول،ى كانت قد توصلت إلى قرار برفع دعوى قضائية ضد المجرم لينال الجزاء الذي يستحق. وفي الصباح أبلغت ابنتها بما استقر عليه رأيها، لكن الفتاة رفضت بشدة، أن تشهد بواقعة التحرش، لشعورها بالخجل من إعلان مثل هذا الأمر على الملأ. وعلى الرغم من إصرار الأم على عدم ترك الأمر يمر بدون أن يأخذ المجرم عقابه، إلا أنها تفهمت مشاعر ابنتها، وبدأت تبحث عن طريقة أخرى تصل بها إلى هدفها المشروع.
ومن خلال استشارتها لبعض المقربين وكذلك أحد المحامين تأكدت أنه بدون دليل ملموس أو شهادة الفتاة، لا يمكن مقاضاة المتهم. وبما أن ابنتها لن تشهد، فمن أين لها الحصول على دليل؟
بدأت اليزابيث في جمع المعلومات عن حياة ريتشارد، علها تجد فيها ما يفيد قضيتها، ولم يكن الأمر صعباً، باعتبار أنه كان جاراً سابقاً للعائلة. وتبين لها من خلال المعلومات التي جمعتها أنه لا يزال يدير شركته العقارية الصغيرة، وأنه بدأ منذ عام باستخدام شبكة إنترنت في أعماله.
أفضت اليزابيث بسرها إلى صديقتها كاتي، التي تعمل في إحدى شركات الكمبيوتر، فأعجبت بحزمها وإصرارها على متابعة الموضوع، ثم قالت بحماس، أنها قد تستطيع مساعدتها، على نصب كمين لريتشارد على شبكة إنترنت.
ضمت اليزابيث كفيها بقوة وكانت كالغريق الذي يتعلق بقشة، والتفتت إلى صديقتها وعيونها تسبق لسانها في السؤال: لكن كيف؟!
أجابت كاتي: يستخدم العديد من الرجال المهووسين إنترنت كوسيلة للتغرير بصغار السن، وذلك من خلال غرف الدردشة (chatting rooms)، التي يتردد عليها المراهقون بنسبة عالية، ومن المحتمل أن نعثر على ريتشارد بينهم.
قلت اليزابيث: لدي بعض الخبرة بإنترنت، فأنا استخدمها للمراسلة، وأحياناً للتسوق. وجربت مرة الدخول إلى "غرف الدردشة"، لكنني وجدت أن معظم الموجودين فيها يستخدمون أسماءً وهمية، فكيف يمكننا اكتشافه، حتى إن كان موجوداً فيها؟
كاتي: معك حق، لكننا نستطيع معرفة عنوان الكمبيوتر (IP) لكل مشارك في الدردشة باستخدام أمر whois، أو أمر مشابه، حسب برنامج "الدردشة" المستخدم، فإذا عرفنا عنوان كمبيوتر ريتشارد، تكون أمامنا فرصة كبيرة لاكتشاف هويته.
اليزابيث: كيف لنا أن نعرف عنوان كمبيوتره؟
كاتي: ذكرت لي أنه يدير أعماله عن طريق إنترنت، ومن المرجح، لذلك، أن يملك خطاً خاصاً بإنترنت، وسيمكننا ذلك من اكتشاف عنوان كمبيوتره بسهوله. ألم يرسل لك، حديثاً، أي رسالة إلكترونية؟
اليزابيث: أجل، بعث لي رسالة تهنئة بمناسبة حلول العام الجديد، لكن ماذا يفيدنا ذلك؟
كاتي: افتحي بريدك الإلكتروني، وسوفت ترين الجواب بنفسك.
توجهت الصديقتان نحو الكمبيوتر، ثم فتحت اليزابيث برنامج البريد الإلكتروني الذي تستخدمه، وكان Outlook، وعرضت لصديقتها الرسالة التي تسلمتها من ريتشارد. نقرت كاتي بسرعة، على أمر Options، فظهرت على الشاشة تفصيلات جديدة عن مرسل الرسالة، بما في ذلك عنوان كمبيوتره (IP)، الذي بدا مشابهاً للعنوان (199.202.333.55). بادرت كاتي لتسجيل هذا العنوان على ورقة جانبية، ثم قالت: تستطيعي الآن، إن حالفك الحظ قليلاً، أن توقعي ريتشارد في كمين، لكن عليك أن تتحلي بالصبر.
أمضت اليزابيث ثلاث ليالٍ كاملة أمام شاشة الكمبيوتر تبحث في غرف الدردشة الشهيرة، المخصصة للصغار، عن عنوان كمبيوتر يطابق رقم كمبيوتر ريتشارد، وكانت تضع مؤشر الماوس على اسم كل مشارك، ثم تستخدم أمر whois للتعرف على عنوان كمبيوتره. وبدا لها الأمر كمن يبحث عن إبرة في كومة قش، ونال التعب من جسدها، وأجهد النظر المستمر إلى الشاشة عينيها، إلا أن اليأس لم يجد طريقه إليها.
وفجأة تسمرت عيناها على الشاشة ولمرات عدة، راحت تقارن الرقم، ولم تصدق أنها وجدت ضالتها في شخص أطلق على نفسه اسم "المحب" (lover).
أخذت نفساً عميقاً، وبدأت تعد العدة لنصب كمين للإيقاع بالمجرم.. عرَفت عن نفسها كفتاة في الخامسة عشرة من عمرها، شقراء الشعر، وتشكو الوحدة، وتبحث عن صديق يكرس جزءاً من وقته لها، ثم اقترحت عليه الانتقال إلى غرفة دردشة خاصة (private room)، بحيث يستطيعان الحديث، بدون تطفل الآخرين. وافق ريتشارد مباشرة، ومؤكد أنه كان على الطرف الآخر يفرك يديه ويمني نفسه بمتعة جديدة.
وتشعب الحديث بينهما، وكانت اليزابيث تحاول باستمرار مد خيوط الشبكة بنعومة، وتعمل على الإيحاء له أنها فتاة ساذجة يسهل التغرير بها.
وزاد سروره عندما بدأ يلمح لها ببعض العبارات الجنسية ولا يجد ممانعة لديها، بل كانت تتصنع الخجل، وتسترسك في الوقت ذاته، في حديث تشجعه من خلاله على الاستمرار.
وعندما عرض عليها اللقاء، تمنعت بداية مدعية الخوف كونها لا تعرفه جيداً، فبذل كل ما لديه من عبارات الود والحب، محملاً إياها كل الصدق الإنساني. وعندما كرر المحاولة، قبلت وأعطته موعداً في اليوم التالي. ولم تنس اليزابيث أن تحفظ كافة تفاصيل الدردشة باستخدام الأمر Save Buffer.
اتصلت اليزابيث، عقب ذلك، مع الشرطة المحلية وأطلعتهم على القصة كاملة وعلى الموعد الذي رتبته مع ريتشارد.
وكان اللقاء المفترض في اليوم التالي الساعة الخامسة مساء الأحد، ولكي لا تترك له مجالاً للشك، استعانت اليزابيث بابنة صديقتها ذات الأربعة عشر عاماً. وفي المكان المحدد، تقابل الاثنان وخلال دقائق، وبينما كان يفتح لها باب سيارته، قبضت الشرطة عليه لتقديمه للمحكمة، بتهمة التغرير بقاصر من الدرجة الثانية، لينال عقوبة السجن مدة عامين.



05‏/12‏/2010

صبح ومسا من حلب

أنا والإنترنت..


حركة دخولي إلى الإنترنت مقيدة هذه الأيام، إذ علي أن أتصفح بسرعة بعض المواقع الأساسية التي أرتادها عادة، وأن أقرأ الإيميلات وأرد على بعضها وأؤجل تلك التي تحوي صور وفيديو (ربما أحتاج ليوم كامل لفتح المتراكم منها) لحين رجوعي إلى دبي.
ثم ألقي لمحة سريعة على فيس بوك وقليل من سكايب وجوجل توك للإبقاء على التواصل، مع إلغاء تام لليوتيوب والإذاعة والأغاني وتنزيل وتحميل الملفات. إذ أنني لو استخدمت الإنترنت كما أستخدمها في دبي لربما تجاوز المبلغ الذي سأدفعه عشرة آلاف ليرة (حوالي ألف درهم). فعلى الرغم من أن استخدامي للإنترنت خلال الأسبوعين الماضيين كان في الحدود الدنيا إلا أن الفاتورة التي دفعتها كانت كبيرة.
ومع ذلك لابد أن أشير إلى أن الحصول على اشتراك إنترنت محمول 3G كان مناسب جداً وعملي، على الرغم من تكلفته العالية.


30‏/11‏/2010

همّ البنات للممات حتى لو كانوا مسعدات!!

طوال عمري كنت أشعر بالغيظ عندما أسمع النصف الأول من المثل الشعبي "هم البنات للممات" يتردد على ألسنة الجميع، واليوم فوجئت بأن له تتمة "حتى لو كانوا مسعدات" ليزداد غيظي.
يقال هذا المثل عندما تتعرض الأنثى لمشكلة ما وبشكل أخص الزوجة. ودائماً ترافقه مجموعة من الوصايا توجه للزوجة التي تتعرض لكل أنواع العنف الجسدي والنفسي، وتصب جميعها في إطار: لا تخربي بيتك الله يرضى عليك، معلش جوزك بدك تتحمليه، عندك ولاد لازم تفكري فيهم.

أجد نفسي عاجزة عن تقديم المشورة المناسبة لنساء قريبات يتعرضن للعنف والقهر والظلم، فلو كان الأمر يخصني أو يخص ابنتي لكان لي رأي مختلف وهو "فليذهب هكذا زوج وهكذا بيت إلى الجحيم" ولكن أجد نفسي مضطرة في كثير من المواقف لأن أكون حيادية وأنظر إلى الظروف الموضوعية التي تحيط بهذه أو تلك. ولذلك عندما أقدم وجهة نظري أشعر أن من تتكلم لاتمت لي بصلة.





في مجتمعنا ومع غياب المؤسسات التي يفترض بها أن تقدم الدعم المادي والمعنوي للمرأة، والقانون الذي يصطف خلف الرجل ولو بشكل غير مقصود أحياناً، تجد الزوجة نفسها وحيدة عارية من أي سلاح، فتضطر إما للتخلي عن جميع حقوقها لكي تنفذ بحياتها وبالتالي تواجه ظروفاً حياتية قاسية، أو أن ترضخ للأمر الواقع الذي يفرضه الزوج مهما كان سيئاً.
منذ أيام في 25 من نوفمبر/تشرين الثاني كان اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة. على الرغم من أهمية هذا اليوم، ولكن إن لم يصار إلى تغيير القوانين التي تنظم العلاقة بين الرجال والنساء في مجتمعنا وصياغتها بشكل واضح وصريح وبعيد عن أي لبس وتأويل، وبما لايترك مجالاً للتحايل والتلاعب، وبما يضمن للمرأة حقها في حياة كريمة وإنسانية، فستبقى النساء المعنفات عاجزات عن رد العنف الذي تتعرضن له. وسنبقى نكتب عن هذه الأيام وفي الواقع نعجز عن تقديم أبسط أشكال المساعدة المطلوبة.


حلبٌ قصدنا وهل من سبيلُ...؟!

حلبٌ قصدنا وهل من سبيلُ...؟!



ملاحظات سريعة من حلب

لم أكن أعلم أن "بلوجر" محجوب في سوريا، والآن بعد أن علمت على أرض الواقع أتساءل عن السبب أو المبرر وراء حجبه، طالما أن خدمة التدوين بحد ذاتها متوفرة على مواقع أخرى

أُفضّل من الشهور تشرين الثاني الذي يرتبط في ذاكرتي ببدء الشتاء. ولكن من الواضح أنه غير مزاجه هذه السنة وتحالف مع الشمس التي لم تفارق سماء حلب طوال أيام الشهر. شمس ساطعة، لاغيم ولا مطر، وكأنني لم أغاد

منذ أسبوع ونحن على موعد في الحادية عشرة ليلاً مع مايكروفون بائع االبندورة الذي يصرخ "السحارة بمية وخمس وعشرين ليرة" لماذا لايحلو له البيع إلا ليلاً؟ سر من أسرار حلب.

رياح التغيير تهب على بائع الغاز في حلب الذي استبدل أسلوب الطرق بأداة معدنية على جراره، بموسيقا فيروزية 

أما بائع المازوت فلم أكتشف بعد بماذا استبدل صوته الأجش المتحشرج وهو ينادي: مازوططططط في السادسة صباحاً؟ 

في الأمس استيقظت في الرابعة والنصف فجراً على صوت سعال أمي-التي تعاني من الربو- وتذمرها من تدخين والدي في مثل هذا الوقت! الكل يدخن بأنانية مطلقة سائقي التكسي والباصات، البائعين في المحلات، في المطاعم في البيوت في المؤسسات. ونحن مضطرين للتدخين معهم

النهر يجري في حلب، بالأمس مررت في الحديقة العامة لأجد أربع مراهقين يسبحون، أحدهم يتسلق جسر ويقفز من فوقه بطريقة استعراضية إلى النهر

وأخيراً أكوام الزبالة في ازدياد وتمدد من الأحياء الشعبية إلى أحياء تعرف بأنها راقية حيث أسعار البيوت بالملايين

ظلال على الثلج

وكأنني أحمل حيواناً اصطدته على الثلج في الهاي بارك تورون